رحلة المقاول المستقل زكرياء لبيب نحو عالم البرمجة

تأثرت رحلتي نحو عالم البرمجة بشكل كبير بالمبادئ التي تعلمتها وأحترمتها في تربيتي الإسلامية. و كذلك بفضل الله و المعرفة التي جاءت من خلال تجاربي في سوق العمل و العلوم المكتسبة في وقت الفراغ. زد على ذلك الدروس و الدورات التي أثرت في طريقة عملي بشكل هائل.

مرت ثلاث سنوات على الانتقال نحو عالم البرمجة باستخدام أحدث التقنيات و العثور على مجتمع يناسب فلسفة مشاركة المعرفة، وهذا ينطبق على المشاريع المفتوحة المصدر (Open Source Projetcs).

في هذا المقال سأسافر معكم نحو المحطات التي عبرتها للوصول للمستوى المعرفي و المهني الذي عليه اليوم بفضل الله و البحث الدؤوب.

1- التفكير التصميمي في العمل (Design Thinking):

اتجهت اهتماماتي نحو تطوير برمجيات إدارة المخزون وأنظمة إدارة المحتوى للتجارة الإلكترونية. إكتشفت خلال هذه المحطة منهجية التفكير التصميمي عن طريق العمل مع عملاء و تنمية المكتسبات، حيث وجدت فرصة فريدة لاختبار مهاراتي.

لنلق نظرة تفصيلية حول مفهوم التفكير التصميمي قبل المضي قدما نحو المحطات القادمة.

تعريف التفكير التصميمي.

التفكير التصميمي (Design Thinking): هو نهج مبتكر يستخدم لحل المشكلات وتطوير الأفكار الجديدة بطريقة تركز على الإنسان. يتميز هذا النهج بالتركيز على فهم الاحتياجات والرغبات والتوقعات للأشخاص الذين سيستخدمون المنتج أو الخدمة النهائية. إنه يسعى إلى إيجاد حلاً مبتكرًا ومستدامًا لمشكلة معينة من خلال مراحل محددة.

2- إيجاد حلول متعددة الاستخدام (Multi-Purpose Solutions):

كانت واحدة من مبادئي الرئيسية خلال هذه الرحلة هي إعادة الاستخدام ( او الاستعمال ). اثناء البحوث والتجارب العديدة تمت ملاحظة ان بعض المكونات المصممة لنظام التجارة الإلكترونية يمكن استخدامها أيضا لإدارة المخزون، والعكس صحيح. لم يكمن هذا في اقتراحات العملاء و الميزات المقترحة، بل كانت رؤى قيمة من لدني لتحسين الأنظمة. حيث كانت تقنية الحلول المتعددة الإستخدام إحدى التقنيات التي استعملتها لتطوير مهاراتي الإنتاجية فيما يخص المنتوجات الرقمية. و إليكم بعض تفاصيل هذه التقنية في الفقرة التالية.

تعريف الحلول المتعددة الإستخدام.

حلول متعددة الاستخدام (Multi-Purpose Solutions): تشير إلى منتجات أو تطبيقات أو نظم تكنولوجية تم تصميمها لتلبية مجموعة متنوعة من الاحتياجات أو الأغراض. هذه الحلول تعتبر مرنة وقابلة للتكيف لتلبية مجموعة متنوعة من الاستخدامات بدلاً من القيود على استخدامها لغرض واحد محدد. هذا يعني أن المنتج أو التطبيق يمكن استخدامه بطرق متعددة وفقًا لاحتياجات المستخدم الفردية.

بعض الأمثلة على حلول متعددة الاستخدام تشمل:

  • الهواتف الذكية: يمكن استخدام الهواتف الذكية لمجموعة متنوعة من الأغراض بما في ذلك الاتصالات، والتصوير الفوتوغرافي، وتصفح الإنترنت، والتنقل بواسطة تطبيقات الخرائط، ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، وأكثر من ذلك.
  • أجهزة الكمبيوتر الشخصية: يمكن استخدام أجهزة الكمبيوتر لأغراض متعددة بما في ذلك معالجة النصوص، وتصميم الجرافيك، وتطوير البرمجيات، وتصفح الويب، والألعاب.
  • الأجهزة اللوحية: تستخدم الأجهزة اللوحية للقراءة الإلكترونية، ومشاهدة الأفلام، وتصفح الإنترنت، وأخذ الملاحظات، وأكثر.
  • برامج الأوفيس: مثل Microsoft Office وGoogle Workspace تقدم مجموعة متنوعة من التطبيقات (معالجة النصوص، جداول البيانات، عروض تقديم، إلخ) التي يمكن استخدامها في مجموعة متنوعة من الأعمال والمشاريع.
  • منصات التواصل الاجتماعي: تستخدم للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، ومشاركة الصور والفيديو، ومتابعة أخبار مختلفة.
  • نظم إدارة المشاريع: تستخدم لإدارة المشاريع والأعمال بما في ذلك التخطيط، والجداول الزمنية، وتوزيع المهام.

3- انتشار مشاريع المفتوحة المصدر (Open source Projects):

بعد حوالي ثمانية أشهر من العمل والانقطاع عن وسائل التوصل الاجتماعي، بدأ يسطع النور من نفق المعرفة الطويل. من خلال هذا الطريق الطويل بدأت بصنع مشاريع تحصد إعجاب العديد، لكن غاية النجاح الحقيقي كانت هي مساعدة الآخرين و المساهمة في تطوير هذا المجال دون انتظار أي تقدير.

على الرغم من التحديات، فإن رحلتي في مجال البرمجة كانت مجزية بشكل لا يمكن وصفه. لم تمنحني هذه الرحلة الطويلة فقط الفرصة لتطبيق ما تعلمته على مر السنين في صناعة حلول مبتكرة، بل أيضًا ربطتني بمجتمع عالمي يشاركني شغف العلم والتعاون والتقدم.

كان هذا بفضل المشاريع المفتوحة المصدر و التي أعطيكم نبذة عن مفهومها في الفقرة الموالية.

تعريف المشاريع المفتوحة المصدر.

مشاريع المفتوحة المصدر (Open Sources Projects): هي مشاريع تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات والمشاريع الأخرى التي يتم تطويرها ونشرها بشكل عام، مما يعني أن الشفرة المصدرية لهذه المشاريع متاحة للجمهور عمومًا ويمكن لأي شخص أن يعرضها ويقوم بالمساهمة في تطويرها وتحسينها. تعتمد مشاريع المفتوحة المصدر على مبادئ الشفافية والتعاون المشترك بين المطورين والمجتمعات المهتمة.

كمثال لهذه الأنطمة المفتوحة المصدر و التي كانت من الأشياء التي تخلق لدي الإلهام:

  • نظام تشغيل لينكس (Linux): نظام تشغيل مفتوح المصدر يُستخدم على نطاق واسع في في الأنظمة و أجهزة الكمبيوتر الشخصية. يعتبر Linux أحد أنجح مشاريع المفتوحة المصدر على الإطلاق.
  • متصفح فايرفوكس (Firefox): متصفح ويب مفتوح المصدر تم تطويره بواسطة مؤسسة موزيلا. يتميز بالأمان والخصوصية والقدرة على توسيع وظائفه باستخدام الإضافات.
  • أنظمة إدارة قواعد البيانات مفتوحة المصدر: مثل MySQL وPostgreSQL وMongoDB، والتي تستخدم لتخزين وإدارة البيانات.
  • منصات تطوير الويب مفتوحة المصدر: مثل WordPress وDrupal وJoomla، والتي تساعد على إنشاء مواقع ومدونات وتطبيقات ويب.
  • لغات برمجة مفتوحة المصدر: مثل Python وRuby وPHP وغيرها، والتي تستخدم لتطوير تطبيقات الويب والبرمجة العامة.
  • مشاريع الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر: مثل TensorFlow وPyTorch، والتي تساهم في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
  • برامج الرسوميات مفتوحة المصدر: مثل Blender (للتصميم والرسوم المتحركة) وGIMP (لتحرير الصور).
  • مشاريع الروبوتيكا مفتوحة المصدر: مثل ROS (نظام التشغيل للروبوتات)، والذي يُستخدم في تطوير الروبوتات والأتمتة.

في الأخير أقدم لكم نبذة عن نفسي كمبرمج، و أكشف لكم عن بعض أعمالي و التي كانت ثمرة طريق طويل من البحث و المعرفة.


نبذة عن الكاتب:

كخبير تقني يمكنني التعبير عن المسيرة الحافلة بالتجارب في بضع أسطر كالآتي:

  • كانت البدايات من الصغر في مشروع العائلة، حيث بدأت رسميا سنة 2011 بدرب غلف الذي يعتبر من أكثر الأسواق شهرة في المغرب كبائع قطع غيار بالجملة.
  • تجربتي كمطور بدأت فعليا قبل ثلاث او أربع سنوات تراكمت فيها مهاراتي بهدف الوصول لدرجة تمكنني من بناء بدائل محلية للمنصات السحابية.
  • شغفي نحو المشاريع المفتوحة المصدر قادني الى القيام بمشاركة مشاريعي للعموم. مما مكنني من الإستفادة من تجارب المسخدمين، و تجديد المعارف في المجالات المتعلقة بتطوير البرامج.

بعض الأعمال المنجزة:

رابط الأعمال المنجزة على منصة Behance

رابط الأعمال على منصة Github

Exit mobile version