5 مؤشرات نجاح الشركات الناشئة (Startups) و فشلها؟

هل هناك بالفعل معايير ومؤشرات بإمكانها تحديد مدى نجاح أو فشل شركة ناشئة؟

الأمر في الحقيقة نسبي ويعتمد على عدة جوانب، وهناك فعلا مجموعة من العوامل التي يجب الانتباه إليها لزيادة فرص نجاح شركتك.

سنتطرق اليوم لبعض التجارب التي قام بها السيد (بيل غروس –Bill Gross)، خبير الشركات الناشئة، وذلك عن طريق إجراء دراسات معمقة وواسعة من أجل فهم العوامل المؤثرة في نجاح الشركات الناشئة أو فشلها.

لنتعرف أولا على بيل غروس قبل الإعتماد على دراساته حول تحديد معايير نجاح الشركة الناشئة.

هو الرئيس التنفيذي لشركة يقع مقرها بولاية كاليفورنيا، وأنشأت أكثر من 150 فرع بالولايات المتحدة الأمريكية خلال 45 سنة الماضية، وهو حاليا يواكب ويوجه الابتكارات والشركات الناشئة من خلال تجاربه الواسعة والفعالة.

وبعد مراقبة العديد من الشركات، تبين ما يلي:

يحدد عامل الوقت أو الزمن الذي نستثمره لإنشاء الشركة نسبة %42.

أما الفريق القائم على الشركة فهو يحدد نسبة %32.

فيما لا تقل أهمية الفكرة عن الوقت و الفريق، فهي تؤثر بنسبة %28.

كما يحتل نموذج العمل التجاري نسبة مهمة أيضا تقدر بـ %24.

أما التمويل فهو في المرتبة الأخيرة لكن هذا لا يعني أنه بدون أهمية، و هو يؤثر بنسبة %14.

في هذا المقال سيتطرق موقعنا إلى الكيفية التي يتوجب على كل مقاول ناجح أن يتبعها لكي يضبط هذه المعايير، و بالتالي النجاح في خلق شركته الناشئة.

الوقت

الوقت هنا ليس هو المدة الزمنية التي نحتاجها لتنفيذ المشروع كما يعتقد الكثيرون، وإنما الظرفية التي التي قمنا خلالها بإنشاء الشركة.

فعلى سبيل المثال، يمكن القول أن الشركات الناشئة الناجحة هي الشركات التي تقوم بتلبية حاجيات الناس من خلال منتوج معين أو تقديم خدمات خلال فترة زمنية تصل فيها مستويات طلب المنتوج أو الخدمة إلى ذروته.

الفريق

لكل منا خطته إلى أن يتلقى أول لكمة على وجهه

مايك طايسون

كانت هذه عبارة الملاكم التاريخي مايك طايسون و التي يتم تطبيقها في عالم المشاريع و المقاولات.
تدفعنا هذه المقولة إلى التأقلم مع تغيرات سلوكات الزبون أو المستخدم و الذي لن يتم على أكمل وجه إلا مع وجود فريق عمل مؤهل يكثف جهوده من أجل هدف أوحد وهو نجاح المشروع.

سواء إن كتنت ستيف جوبس أو بيل غيتس أو إيلون موسك، ستبدأ وحدك في كراج لكن طريقة البداية مختلفة، فلو سألنا ستيف جوبس عن سبب بدايته آبل، سيجيب : أنا مصمم محترف و أعرف أناسا من حولي محتفرين في الهندسة المعلوماتية، فإذا كتفنا الجهود سنقوم بصناعة شيء نغير به وجه العالم.

الفكرة

يعتقد الكثير منا أن الفكرة هي أهم عنصر لنجاح مشروع ما، فهي التي تجيب عن سؤال:

ما الذي سيجنيه الزبون أو المستخدم من خلال استعماله لمنتوجك، سواء أكان منتوجا ماديا أو خدمة؟

 غير أنه خلال هذه الدراسة، حصدت الفكرة %28 من أسباب نجاح الشركة الناشئة، وهي نسبة مهمة طبعا. لذا لكي نحصل على فكرة جيدة لا بد من البحث عن فكرة تمكننا من سد حاجة الزبون، كتوفير الجهد أو الوقت أو المال.

نموذج المشروع

كيف لشركتنا الناشئة أن تنجح دون التفكير في كيفية جني الأرباح؟

يبدو من البديهي أن نجاح شركة ما مقرون بإمكانياتها، وقدرتها على تحصيل عائدات مهمة، وبالطبع فهي لن تتمكن من ذلك إذا لم تكن مدرة للدخل.

غير أن بيل غروس لاحظ أن ذلك ليس الأكثر أهمية لكي تتمكن شركة ناشئة ما من النجاح، وذكر شركة يوتيوب كمثال، حيث أنها لم تكن تتوفر على نموذج مشروع خلال فترة انطلاقها، ولم يظن أحد خلالها أنه من الممكن لهذه الشركة أن تصل لما هي عليه الآن.

فقط مع مرور الوقت تعلموا كيفية تحويل فكرتهم إلى آلة مدرة للدخل.

التمويل

التمويل عنصر مهم كذلك، لكنه حسب تجربة بيل غروس لا يمثل سوى نسبة 14 بالمائة. وهذا لا يعني أنه أمر ثانوي، إذ سنعطي مثالا في هذا المقال عن شركة مغربية أخفقت بسبب التمويل رغم أن الفكرة ومشروع التمويل كانا ناجحين.

مثال لإخفاق شركة مغربية الأصل (Le livreur) ونجاح شركة (Glovo) الإسبانية في المغرب.

 ظهرت خلال سنة 2013 شركة مغربية بإسم Le Livreur، تقوم بتوصيل الطلبيات عبر تطبيقها وكانت شركة ناجحة، لكنها سرعان ما اختفت عن الأنظار.

بنفس نموذج المشروع سنة 2015، ظهرت شركة ناشئة بإسبانيا حيث تم ضخ 513 مليار دولار بها خلال 9 دورات آخرها كان سنة 2019،  وقد بلغ عدد المستثمرين 26 مستثمرا، و فريقا يضم 11 عضوا.

يستفاد مما سبق أن ما ساهم في نجاح شركة Glovo ليس هو الفكرة أو الوقت فقط وإنما أيضاً الموارد المالية. هذا فقط مثال عن أحد أسباب سقوط بعض الشركات التي كان من الممكن أن تنجح عالميا.

مثال سبب نجاح شركة يتوب و إخفاق زيد دوت كوم Youtube VS Z.com.

كانت شركة لعرض فيديوهات ترفيهية على الإنترنت، وقامت شركة Idealab بضخ الأموال الكافية لنجاحها كما وقعت عقوداً مع مشاهير هوليود.

لكن خلال 1999 كان من الصعب مشاهدة فيديوهات على الإنترنت بسبب ضعف الصبيب، وبالتالي بطئ تحميل الفيديوهات، مما أدى إلى إغلاقها سنة 2003.

عامين فقط بعد ذلك، تمكن فريق أدوب فلاش بلاير من حل مشاكل كوديك واتسعت رقعة الأنترنت العالي الصبيب مما ساعد شركة يوتيوب على النجاح.

نستفيد مما سبق أن الوقت كان السبب الرئيسي في نجاح فكرة يوتيوب، حيث تزامن انطلاقها مع تحرير صبيب الأنترنيت إلى الصبيب العالي، وهنا تظهر قيمة الوقت في نجاح الشركات الناشئة.

إذا أعجبك الموضوع أو كان لك رأي فيه، نرحب بك وبتعليقاتك.

Exit mobile version